1808

1816 – 1822

تِشْرِينَ الثَّانِي 1828

14 تِشْرِينَ الثَّانِي 1830

25 كَانُونَ الأَوَّل 1833

1838

1845 - 1848

1850 - 1853

1856 - 1858

1853 – 1858

4 كَانُونَ الأَوَّلِ 1858

14 كَانُونَ الأَوَّلِ 1858

1862

4 أَيَّارَ 1926

7 أَيْلُول 1989

18 أَيَّار 1996

10 أَيَّار 1998

26 آذارَ 1998

16 أَيَّارَ 2004

القِدِّيسِ نِعمة الله كَسَّاب الحَرْدِينِيّ

1808

1816 – 1822

تِشْرِينَ الثَّانِي 1828

14 تِشْرِينَ الثَّانِي 1830

25 كَانُونَ الأَوَّل 1833

1838

1845 - 1848

1850 - 1853

1856 - 1858

1853 – 1858

4 كَانُونَ الأَوَّلِ 1858

14 كَانُونَ الأَوَّلِ 1858

1862

4 أَيَّارَ 1926

7 أَيْلُول 1989

18 أَيَّار 1996

10 أَيَّار 1998

26 آذارَ 1998

16 أَيَّارَ 2004

أعجوبة التقديس

أُصيبَت السيّدة روز سليم سعد سنة 1972، حيثُ كانَ لها من العمر 38 سنة، بـمرض السكّري، وفي الوقت عينه بـمرض في شبكة العَين من الدرجة الأولى والثانية. وبالرغم من العلاجات الطبّيّة، سبّب لها السكّري مشاكل عدّة في العَينَين. في الواقع امتدَّ الـمرض في شبكيّة العين مع نزيف. وتسبَّب بِزَرقٍ في العينَينِ مُزمِن، إضافةً إلى تكُثّفٍ في عدسة العين، هذا جعل السيّدة شبه عمياء، خاصَّةً في عينِها اليُمنى، مع بصيصٍ في النور في عَينِها اليُسرى. وجميعُ العلاجاتِ الطبّيّة باءَت بالفَشَل. وبعدَ فتراتٍ طويلةٍ من الزمن، خضعَت لعمليّاتٍ جراحيّة، بسبب الزرق والتكثّف في عدسة العينين. لكنّ درجة العمى لم تتبدّل!

وفي تلك الحال، قامت الـمريضة بزيارة في 10 أيّار 1998 إلى دير كفيفان حيث ضريح الطوباويّ نعمة الله الحرديني يوم إعلانه طوباويًّا. وهناك قُربَ الضريح، ناجَتهُ بثقة وطلبت شفاعته ليمنحَها اللهُ نعمةَ الشفاءِ لعَينَيها. فجأةً عادَ البَصَر إلى عينِها اليُمنى فأدهَشَت جميعَ الحاضِرين وبعض ذويها ومعارفها الذينَ كانوا مطَّلعين على وضعِها الصحّيّ.  


روحانيّة القدّيس نعمة الله

"وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ." (أع 2: 42). جسّد القديس نعمة الله في حياته صورة الكنيسة الأولى غارفًا من ينابيع الكتاب المقدّس خصائصها وأصولها. فعلى مثال الرسل، أوائل الكهّان في الكنيسة، راح القدّيس نعمة الله يشارك المسيح في كهنوته من خلال التعليم والتدبير والتقديس. كلّ ذلك ما كان ليتمّ لولا أنّ حياة القدّيس نعمة الله كانت تتمحور حول شخص يسوع المسيح، إذ قيل فيه إنّه كان واضعًا المسيح نصب عينيه: فالمسيح هو أساس التعليم، ورابط التدبير، ومنبع التقديس.

"وأعميت عيونهم من قراءة الكتب"، هذه الجملة الّتي كُتبت على أيقونته تلخّص الجهد الّذي بذله القدّيس نعمة الله في بحثه الدائم عن سرّ الله. في هذا البحث الشغوف عن حبّه الأوحد، غاص القدّيس نعمة الله " بالكلمة-الإلٰهيّ" بشكل خاصّ في "كلمة الله"، أي في الكتاب المقدّس، محوّلاً حضوره وحياته إلى ٱمتدادٍ لحضور وحياة المسيح على أرضنا. من تواضع الميلاد إلى بذل الذات على الصليب مرورًا بمحبّة القريب وبلسمة الجراح ومسامحة الخطأة، أضحى القدّيس نعمة الله كتابًا مقدّسًا حيًّا لكلّ من عايشه، ومثالاً يُقتدى به للتعليم. فرأت به السلطة الرهبانيّة خير راهب لمرافقة النشء الرهبانيّ في مسيرة التتلمذ خصوصًا فيما يخصّ اللاهوت الأخلاقيّ. فلمع من تلاميذه القدّيس شربل مخلوف. وعلى مثال معلّمه الإلٰهيّ كان تعليم القدّيس نعمة الله بالمثل، وقد يكون أنّ المثل الأكبر الذي علّمه هو حياته بذاتها، فقد علّم بما عمل، وعمل بما علّم.

"كُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ" (مت 10: 16). دعوة يسوع هذه وجدت صداها في شخص القدّيس نعمة الله، فقد كان يواجه الصعاب والأزمات الكبرى، في حياته وفي الحياة الرهبانيّة، بحكمة فائقة وبساطة واتّضاع لا نظير لهما. فكلُّ من أظلمت في وجهه الحياة كان يجد في القدّيس نعمة الله ملاذًا آمنًا، يفتحُ لهُ آفاق الحياة الأبديّة، ويغرف من النور الإلٰهيّ ليضيء له ظلمات حياته. فأضحى مدبّرًا حكيمًا لأمور الروح بشكل عامّ، ولمسيرة الحياة الرهبانيّة بشكل خاصّ. فٱصطفاه الله، من خلال السلطة الكنسيّة، وعُيّن مدبّرًا عامًّا لإدارة شؤون الرهبانيّة لثلاث دورات متتالية. فدبّر أمور الرهبانيّة بشفافيّة تامّة واضعًا نصب عينيه عظم المسؤوليّة الّتي أُوكلت إليه، عارفًا بأنّه سيؤدّي يومًا حسابًا عن هذه الوزنة للمدبّر الأوحد يسوع المسيح. لم يكتفِ القدّيس نعمة الله بتطبيق القانون في فترة مدبّريّته، بل أضحى هو نفسه قانونًا حيًّا يعود إليه الكثيرون عند كلِّ مفترق. وأمام كلّ أزمةٍ واجهتها الجماعة ما فتق يقول "الشاطر اللي بيخلّص نفسه"، هذه الجملة تُظهر عمق حكمته في تدبير الأمور، فمن عرف كيف يخلّص نفسه هو المدبّر الشاطر والحكيم.

" كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (1 بط 1: 16). من خلال العيش في كلمة الكتاب المقدّس، ردّد القدّيس نعمةالله في حياته الآيات محوّلاً فكره وعمله الى فكر الله وعمله. شخصيّة القدّيس لم تكن إلاّ مرآة لحياة المسيح الّذي دمج بين الصلاة وعمل الرحمة تجاه المحتاج والمنبوذين ونشر كلمة الله؛ فلم يتوانَ القدّيس بنشر الكلمة لكلّ محتاج عبر صلاته في الذبيحة الالهيّة. فأضحى في حياته قدّيسًا حيًّا حتّى لقُّب بقدّيس كفيفان. شهد له، العديد من إخوته الرهبان بأخلاقه الحميدة وسلوكه الحسن المعتدل في حياته اليوميّة.

دَمجُ التعليم والتدبير والتقديس في حياة القدّيس نعمةالله، جعله منارةً تشعّ نور الذبيحةِ الالٰهيّ ليجذب الناس الى أرض القداسة. فالسفن في عرض البحر رأت النور الالٰهيّ يسطع في كيان القدّيس الّذي عرف أن يبني حياته من كلمات الابن رويدًا رويدًا ليضحي على صورة الابن: " لكي تكونوا أبناء أبيكم الّذي في السماوات" (متى 5: 45). كذلك لم يكتفِ القدّيس بالبناء وحده، بل علّم محيطه كيفيّة البناء لتضحي شواطئ السماء ممتلئةً منارات أخرى تسرّع عمليّة الجذب الى الله. وكما أنّ المنارة ترسل إشارات للسفن لتحميها من خطر العواصف، دبّر القدّيس إخوته الرهبان ليحيدوا عن الأزمات ويصبوا دائمًا الى الله. وكما أنّ بناء المنارة لا نفع له بلا نور، قدّس حياته بعمله وأقواله لتكون وقودًا حيًّا "للنور الحقيقيّ الذي أتى الى العالم" (يو 3: 19).